العامة

مختصان: تحويل قلعة القدس لـ “متحف داود” عبث بالمقدسات واستكمال لإجراءات التهويد

إيلياء بوست- اعتبر مختصان في الشأن المقدسي قرار الاحتلال الإسرائيلي تحويل قلعة القدس التاريخية، التي تقع قرب منطقة باب الخليل في البلدة القديمة، إلى ما يسمى متحف “قلعة داود”، عبثًا بالمقدسات وتزييفًا للوقائع التاريخية في المدينة واستكمالًا لإجراءات تهويدها.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية من بينها صحيفة “معاريف” أفادت بإعادة افتتاح “متحف برج داود” في القدس للزوار بعد عملية ترميم استمرت 3 سنوات بتكلفة تجاوزت 50 مليون دولار.

ويمتد المتحف على مساحة أكثر من 20 ألف متر مربع، ويتضمن 10 صالات عرض تجمع بين العروض التفاعلية وخرائط الواقع المعزز بالإضافة لعروض الاكتشافات الأثرية القديمة.

وتعقيبًا على الافتتاح صرّح رئيس بلدية الاحتلال في القدس موشيه ليؤون “تتشرف بلدية القدس بأن تكون شريكًا رائدًا في صيانة وتجديد برج داود ومتحف القدس”.

 وأضاف أن “مدينة القدس لا تشبه أي مدينة أخرى ومتحف برج داود لا يشبه أي متحف في المدينة”، وفق ما نقله الإعلام الإسرائيلي عنه.

وفي الإطار أكدّ الباحث في شؤون القدس جمال عمرو، أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي تتجه نحو إجراءات حاسمة لتهويد المدينة المقدسة، عبر جملة قرارات وانتهاكات.

وأوضح “عمرو” أن الإجراءات الإسرائيلية المتلاحقة تأتي في سياق تكثيف الحرب الدينية ضد القدس وصولًا لمرحلة حسم تهويد المدينة وتحديدًا المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة ومحيطها.

وقال إنّ قلعة القدس التي تقع في موقع فريد بالمدينة، تعرضت للسطو أكثر من مرة لما تحظى به من قيمة تاريخية، مشيرًا إلى أنّ الاحتلال حاول تزويرها باسم “قلعة داود” وحوّلها لمركز وشرطة ومتحف إذ تتسع مساحة المكان لـ15 دونما تقريبا، وهي تمثل بحد ذاتها حيًا مقدسيا كاملا”.

وبيّن أن إجراءات الاحتلال بالقدس تتقاطع مع خطواته الهادفة لإنهاء أي مواجهة بـ “الأقصى”، إذ شرع في إضعاف الوصاية الأردنية على المسجد، ومحاصرة المرابطين والمرابطات والتضييق على وصولهم إليه.

من جهته رأى الباحث بالشأن المقدسي فخري أبو دياب أن تحويل قلعة القدس لمتحف “قلعة داود، بمثابة بدء عملي لمرحلة اقتطاع أجزاء من القدس، بعد مراحل من تزوير المنطقة وإخضاعها للتهويد.

وشدد “أبو دياب” أن قلعة القدس جزء أصيل من معالم المدينة التاريخية والإسلامية والحضارية، مستدركًا: “لكن الاحتلال يحاول فرض واقع مختلف في القدس عبر سياسة التهويد التي يتبعها فيها”.

وأشار إلى أنّ هناك إجراءات تهويدية مماثلة يقوم بها الاحتلال في المناطق الجنوبية لـ “الأقصى”، وبات يقتطعها بشكل تام ونهائي ويقيم عليها مراكز تفتيش وشرطة، ويمنع الوصول إليها.

وتابع أنّ الاحتلال يواصل تهويده لمناطق أخرى أيضًا داخل “الأقصى” عبر محاصرتها ومنع الوصول إليها وإقامة مراكز إسرائيلية فيها، وصولًا لاعتبارها “أمر واقع” واستقطاعها بشكل علني وواضح.

وذكر “أبو دياب” أنّ الاقتطاع يختلف كليًا عن فكرة التقسيم، فالأول يقوم على فكرة التملك الكامل، أما الثاني، فيعتمد على فكرة التنسيق مع إدارة الأوقاف، محذرًا من أن الاقتطاع سيُلغي أي وصاية على “الأقصى”.

سند للأنباء

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى