المعارضة الإسرائيلية تعلن قبول مقترح هرتسوغ بشأن أزمة “اصلاح القضاء” والمظاهرات مستمرة

إيلياء بوست- أعلنت أحزاب المعارضة الإسرائيلية، مساء اليوم، الخميس، قبول المقترح الذي قدمه الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، لإنهاء الأزمة السياسية الراهنة حول مخطط حكومة بنيامين نتنياهو لإضعاف جهاز القضاء.
جاء ذلك في أعقاب رفض كتل الائتلاف للمخطط الذي اقترحه هرتسوغ، فيما اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية، نتيناهو، في تصريحات صدرت عنه خلال زيارته في ألمانيا، أن مخطط هرتشوغ “فرصة ضائعة ولا يعبر عن نصف الشعب”.
وشدد نتنياهو على “الحاجة إلى تقديم مخطط يتناسب مع التفويض الذي حصلنا عليه من الشعب”، على حد تعبيره، وادعى أنه “سنفعل ذلك بطريقة مسؤولة”، فيما أشار إلى أن حكومته سمتضي قدما حتى في عدم وجود اتفاق مع المعارضة.
علما بأن وزراء في حكومته اعتبروا أن المخطط الذي طرحه هرتسوغ يعبر عن نخبة المسؤولين في الجهاز القضائي والمعارضة الإسرائيلية، ووصفوه بأنه “مخطط الرئيسة” بدلا من “الرئيس”، في إشارة إلى رئيسة المحكمة العليا، إستر حيوت.
وتضمن المقترح التي طرحه هرتسوغ عدم منح الائتلاف الحكومي أغلبية في لجنة تعيين القضاة، حيث ستضم اللجنة 11 عضوا، 5 فقط للائتلاف، كما ينص على سن “قوانين أساس” في 4 قراءات (بدلا من 3) وبأغلبية 80 صوتا بدلا من 61.
وبموجب مقترح هرتسوغ، لن تكون المحكمة العليا قادرة على إجراء مراجعة قضائية دستورية لقوانين الأساس، وستكون قادرة فقط على إلغاء القوانين العادية.
ومن أجل إلغاء قانون عادي سنه الكنيست، سيُطلب من المحكمة القيام بذلك من خلال هيئة موسعة لا تقل عن 11 قاضيا (من أصل 15 بالمحكمة)، وبأغلبية لا تقل عن ثلثي قضاة الهيئة (أي 7 على الأقل).
وفيما يتعلق بوضع المستشارين القضائيين للحكومة والوزارات المختلفة الذين سعى الائتلاف إلى إضعاف سلطتهم بشكل كبير، ينص مخطط هرتسوغ على أن رأي المستشارين القضائيين للحكومة سيكون ملزما.
وفي بيان صدر عنه في وقت سابق اليوم، الخميس، قال هرتسوغ إن الخطة التي عرضها تهدف إلى “منع الانقسام الداخلي”، وأضاف “أستمع إلى ردود الفعل على المخطط الذي قدمته من جميع الأطراف، وأقبل كل نقد”.
وتابع “أقترح أن يدرس الجميع المخطط العام وخطابي بعمق وأن يروا كيف يقدم بديلاً جيدًا”، وأشار إلى أن المخطط الذي عرضه “هو اقتراح ومنصة للمناقشة على أساسها يمكننا العمل والتغيير والتنقيح. هذه ليست نهاية الحوار، إنما البداية”.
وتابع أن “كل ذلك من أجل إيجاد إجماع واسع في المجتمع الإسرائيلي وبأسرع وقت ممكن لمنع الانقسام داخلنا، لتحقيق الإجماع الوطني، للتهدئة”. وحذر هرتسوغ، خلال خطاب الأربعاء، من اندلاع حرب أهلية في إسرائيل في ظل الانقسام الحاد.
وتتواصل الاحتجاجات ضد خطة الحكومة الإسرائيلية لإضعاف جهاز القضاء اليوم، الخميس. وأعلن منظمو الاحتجاجات عن تصعيدها، وأن المتظاهرين سيغلقون شوارع ومفترقات طرق وتنظيم مسيرات ومظاهرات في عشرات المواقع في أنحاء إسرائيل، وبضمنها مظاهرات مقابل سفارات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في تل أبيب وأماكن مركزية في المدينة.
ويخطط منظمو الاحتجاجات لمسيرة كبيرة تنطلق في وسط تل أبيب، بعد التقاء عدد من المسيرات، ظهر اليوم، ومحاولة إغلاق شبكة شوارع “أيالون” المركزية. وفي موازاة ذلك، تستعد الشرطة بقوات كبيرة لمنع إغلاق هذه الشوارع.
ويطالب وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير الشرطة بمنع إغلاق شبكة شوارع “أيالون”، كي لا تسجل الاحتجاجات “صورة انتصار”، حتى لو أدى ذلك إلى مواجهات بين المتظاهرين وقوات الشرطة.