اقتصادالعامة

“بلاك فرايدي” في فلسطين.. هل يثبت جدواه ويحقق العدالة الشرائية للمستهلك؟

تسود هذه الأيام فكرة الـ”بلاك فرايدي”، وهي أيام العروض التسويقية في الأراضي الفلسطينية كما العديد من دول العالم، وسط انقسامات بين راضين عنها، وبين من يرون أنها عروض غير واقعية، وإنما تعرض السعر الأصلي للسلع، فهل هي أيام ترويجية “مجدية”؟ أو تحقق العدالة الشرائية للمستهلك؟

عروض عاطفية، فوائد وإيجابيات

يرى المستشار والخبير في التسويق والمبيعات زياد أبو الرب أن إقبال المستهلكين على الشراء يأتي استجابة للدافع العاطفي، حيث يتم الشراء استجابة لمؤثر خارجي عبر الإعلان دون التفكير بالحاجة للسلعة، ويقاس الشراء ليس بناء على الربح أو الخسارة.

ووفق أبو الرب، فإن من بين الإيجابيات لمثل هذه العروض أنها تمكن التجار من بيع مخزونهم بزمن قياسي، وصحيح أنها تتم بأرباح أقل، لكن كميات البيع الكبيرة تعوض الخسائر وتحقق أرباحًا أكثر.

لكن أبو الرب يؤكد على ضرورة أن يكون هنالك دور فاعل لجمعيات حماية المستهلك، تركز على توجههم بعمليات الشراء وليس شراء ما لا يحتاجونه، كما أنه يجب العمل والاستفادة أكثر في شكل تنظيم هذه العروض ويكون فيها وقت كافٍ للمستهلك وليس فقط ضمن يوم أو ساعات، ما يخفف من الأزمات، وتشغيل موظفين بشكل كافٍ، بما يضمن تسهيل الخدمات للمتسوقين لضمان عودتهم إلى “البلاك فرايدي” في الأعوام المقبلة. والأصل أن تكون العروض حقيقية وأن يثبت التاجر للمستهلك أن عروضه بعد انتهائها حقيقية، لتشجيع الناس على الشراء في الأعوام المقبلة.

وينوه أبو الرب إلى أن الإقبال على العروض مهم إن جرى بطريقة واقعية، لكنها مرهقة وتزيد من مصاريف الناس خلال هذه الفترة، ويشترون غير حاجتهم كون العرض قد يرتبط بشراء كميات محددة، كما أنه يتشكل انطباع لدى المستهلك أنه يحصل على سعر مغرٍ بهذه الفترة، ومن يتأثر بالعروض هذه هم فئة الشباب، وخاصة الملابس، في مقابل أن بعض الناس قد يتشكل لديها انطباع آخر بوجود تلاعب بالعروض، أو أن الأسعار بالعرض يجب أن تكون الأسعار الحقيقية.

ومن السلبيات اللافتة في بعض العروض، وفق أبو الرب، أنه نتيجة لعدم تنظيم العروض بالشكل المطلوب قد تحدث مشاكل ومشادات كلامية، وتوظيف موظفين أكثر، وخاصة أن المستهلكين قد يأخذون أدوار غيرهم بالشراء ويشترون ما يجدون.

توسيع “البلاك فرايدي” والعروض

“البلاك فرايدي” هي عروض موسمية تعد من أدوات البيع الأكثر رواجاً في العالم، وتعمل على تنشيط المبيعات ضن فترة زمنية محددة، وعادة تأتي في شهر نوفمبر\ تشرين ثاني من كل عام، وتسبق أعياد الميلاد، كي يتمكن المستهلكون من الشراء بأقل الأسعار وبشكل مريح اقتصاديًا، ونقلت الفكرة إلينا، وفق ما يؤكده أبو الرب.

ويشير أبو الرب إلى أنه من أنصار توسيع فكرة “البلاك فرايدي” في فلسطين لتشمل مواسم أخرى بمناسبات مثل شهر رمضان وقبيل عيد الأضحى المبارك، على عكس ما يحدث حاليًا بارتفاع الأسعار مع اقتراب هذه المناسبات بدلاً من تخفيضها.

من جانبه، لا يعتقد الخبير الاقتصادي جعفر صدقة أن لهذه العروض بشكلها الحالي تأثير ملموس، وهي لا تختلف كثيرًا عن بقية العروض المقدمة، وهناك من يرى بأنها لا تعطي فرقًا بالأسعار، كما أن جمعيات حماية المستهلك تنتقد الخداع بمثل هذه العروض.

ويشدد صدقة على أن المطلوب ليس فقط يوم أو فترة محددة بالسنة، وإنما العمل على تكرار مثل هذه العروض طيلة العام، والعمل على ضرورة تحقيق العدالة بالأسعار طوال العام، حيث يفتقر السوق لذلك، ولا تتناسب مع القدرة الشرائية، بعكس مجتمعات أخرى التي لديها سيولة أكثر، ومن الممكن أن تنفق على مجموعات سلعية غير أساسية، بينما في مجتمعنا فإن سلة الشراء تشكل 60% من المواد الأساسية والمواصلات.

 

نقلا عن “القدس”دوت كوم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى