العامةمحليات

في ذكرى هبّة باب الاسباط.. المقدسيون نجحوا بصمودهم في حماية “الأقصى”

تمر الذكرى الرابعة من هبّة باب الاسباط في الرابع عشر من تموز 2017 وتحمل في طياتها نجاحاً مقدسياً في حماية المسجد الأقصى من إجراءات كانت ستؤدي إلى تمكين شرطة الاحتلال من السيطرة الكاملة على أبواب المسجد الأقصى، والتحكم بشكل سافر بعملية الدخول والخروج، كما تحمل الذكرى تفاصيل عاشها أهل القدس لها معانٍ جسدتها الوحدة والتكاتف والتعاون في وجه إجراءات الاحتلال ومخابراته وقطعان المستوطنين.

حارس المسجد الأقصى حسين سيوري (65) عاماً يروي ما جرى في الهبّة من تفاصيل مؤلمة ونجاح منقطع النظير للمقدسيين ومن ساندهم من أبناء فلسطين.

يقول الحارس سيوري: “مدة المواجهة كانت 14 يوماً وخلالها عاث الاحتلال في المسجد الأقصى خراباً ومنعت الصلاة فيه، ولم تقم فيه صلاة الجمعة ولم يصدح الأذان داخل المسجد الأقصى وتم إفراغه بالكامل من قبل الاحتلال وشرطته وتم تفتيش كل أروقته ومرافقه وساحاته، مع أن الحادث كان خارج المسجد الأقصى، وأذكر أنني رفعت الأذان عند باب الاسباط بصوت مخنوق وحزين يوم الجمعة وأقيمت الصلاة والخطبة في المكان بعيداً عن منبر صلاح الدين الأيوبي وألقى الخطبة الشيخ عكرمة صبري وكان الاحتلال وشرطته والوحدات الخاصة على مسافة قريبة من المرابطين عند باب السباط وهذا الأمر لا يمكن نسيانه، فالمسجد كان حزيناً ومفرغاً من رواده وأئمته والعلماء والمواطنين والحراس بشكل متعمد وبقرار من حكومة الاحتلال وإرضاء للمستوطنين وجماعات الهيكل المزعوم”.

وأضاف: “بعد دخولنا المسجد الأقصى والانتصار في المعركة عادت الروح إلينا وانتكس الاحتلال وأصبحنا في وضع نفسي يحمل رسائل القوة والثبات والصمود وعدم الاستسلام لإجراءات الاحتلال، فهبّة باب السباط أعطت الاحتلال درساً لن ينساه بأن المقدسيين وأهل فلسطين لا يمكن أن يتخلوا عن المسجد الأقصى ومدينة القدس”.

بدوره، يقول رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري في هذه الذكرى: إن هبة باب الاسباط ورفض البوابات الإلكترونية ومنع إقامتها وإزالتها بالصمود والثبات كانت بمثابة الرافعة لنا والخافضة للاحتلال ومخططاته وإجراءاته العنصرية، فلم يعد هناك الرضا بالواقع المرير الذي يفرضه الاحتلال، فأبواب المسجد الأقصى وساحاته ومرافقه ومصلياته هي ملك للمسلمين ولا يحق للاحتلال وشرطته ومخابراته ومحاكمه التدخل وفرض الهيمنة، فكانت هبة باب الاسباط كمن يدق جدران الخزان بقوة ونجحت القوى جميعها في فرض واقع جديد مهد لانتصارات قادمة، فكان افتتاح مبنى باب الرحمة بعد عامين من هبة باب السباط في السابع عشر من شباط عام 2019، وإفشال مخطط تحويله إلى كنيس يهودي في المنطقة الشرقية، كما كانت تسعى جماعات الهيكل المزعوم، كما أن هذه الانتصارات شجعت الجميع على الرباط البشري في المسجد الأقصى على مدار العام كي لا يستفرد به قطعان المستوطنين الذين يقتحمونه ويدنسون مرافقه”.

المقدسيون يروون تفاصيل المعركة في الذكرى الرابعة لهبة باب الاسباط التي عاشوها وهم لا يغادرون منطقة الباب وباقي الأبواب في لوحة صمود أسطورية.

يقول الشاب أحمد من حي رأس العمود: “أذكر أنني مع شابين قمنا بتوزيع المياه المعدنية على المرابطين عند الباب وكان معنا قرابة الثلاثة صناديق وكان كل من يتناول زجاجة مياه يتبرع بأكثر من مئة شيقل لجلب مياه إضافية للناس الموجودين، وخلال دقائق عدنا بملغ كبير بعدة آلاف من الشواقل من أجل شراء ما يلزم للمرابطين من جيوب الموجودين، وهذا زاد من معنوياتنا وصمودنا، فالتضحية ليست بالنفس بل بالمال والوقت”.

ويقول صاحب أحد المخابز في منطقة باب حطة: إن الكثير من أصحاب المخابز تطوعوا في المنطقة من أجل توفير الطعام للمرابطين والموجودين في منطقة باب الاسباط، وبعد انتهاء المعركة والانتصار على إجراءات الاحتلال انتقمت مخابرات الاحتلال منهم من خلال تسليط طواقم البلدية والضريبة لملاحقتهم وفرض شروط تعجيزية عليهم انتقاماً منهم على دعمهم لمعركة الصمود والتحدي”.

وتقول المرابطة هنادي الحلواني: إن المقدسيين توحدوا بكافة الشرائح الاجتماعية في وجه إجراءات الاحتلال، فكان الموعد الموحد والكلمة الواحدة والثبات وعدم التراخي وعدم الرضوخ لمخابرات الاحتلال وتهديداته، لذا كانت النتيجة سريعة جداً في تحقيق الانتصار وهزيمة الاحتلال”.

عن القدس

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى